تم الإنتقال إلى الموقع الجديد

أعزائي القراء ، تم الإنتقال إلى الموقع الجديد بعنوان

www.truth-mirror.webs.com

تابعونا هناك أيضا ولكم جزيل الشكر

© CopyRight

حقوق النسخ والنشر محفوظة بموجب القوانين البروتوكولية لمالك هذه المدونة ، بينما يسمح بنسخ محتويات المدونة بشرط ذكر رابط المصدر أسفله ( www.truth-mirror.blogspot.com )









السبت، مارس 27، 2010

ثقافة الشجار

سلسلة مرآة الحقيقة
The Mirror of Truth
الحقيقة السابعة



ثقافة الشجار


في مجتمعنا البالغ عدده مليونين ونصف المليون إنسان ، تبلغ نسبة الشباب فيه حوالي السدس ، حيث تتراوح أعمارهم بين عشر سنوات وعشرين عاما ، ويميل الشاب – بطبيعته النفسية والسيكولوجية – إلى تكوين صداقة ومعارف مع باقي الشباب ممن يقربون سنه ويماثلون جنسه ، هذه العلاقة تتسم غالبا بالولاء والإخلاص ، فلا يكون فيها ذو مصلحة أو يشوبها عمليات خيانة وغدر ، إلا بنسب ضئيلة جدا ، وتظهر هذه الصحبة كأنها جسد واحد ، فتراهم يسيرون معا ، ويأكلون معا ، ويفرحون معا ، ويحزنون معا ، وفي المدرسة معا ، وفي الطريق معا ، ولا يقبلون شخصا جديدا إلا بعد تجاوزه لمراحل من الاختبارات القاسية أو اللينة ، حتى يصل إلى الدرجة الثالثة والثلاثين ( في سلم الدرجات الماسوني !!! ) ويصبح عضوا فاخرا في هذه الجماعة.

وتتطور جماعة الأصدقاء هذه بعد تأسيسها لتصبح كتلة يطلق عليها بالعامية ( الشلة ) وهذه الشلة تصبح أكثر تماسكا وصلابة من الجماعة ، وتتسم بالولاء المطلق ، ويتخذون معا طريقا موحدا ومسيرا ثابتا ومبادئ وأفكار واضحة ، ولا معنى للشلة بدون شجار ينشب بينها وبين الشلل الأخرى ، فعندها تظهر قيمة هذه الشلة ، وتتحدد قوتها أو ضعفها ، وتقيّم هذه الشلة وتقدّر ، ويحسب لها ألف حساب على قدر مخزونها من الأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا ، فالمطاوي ( سكين صغيرة يستعملها الشباب أثناء الشجار ) أهم أسلحة الشلة ، حيث يشترط وجود مطوى أو أكثر في بنطال كل عضو ، بالإضافة إلى مجموعة العصي الخشبية وقضبان الحديد الثخينة ، ويعتبر الكرباج أكثر الأسلحة فتكا ، وهو سلاسل حديدية مترابطة فيما بينها تنتهي بقطعتين من البلاستيك القوي ، وقد تستعمل بعض الشلل المتطورة حواف حديدية مسننة تثبتها حول أصابعها وتجرح بها المعادون ، أو قضبان معدنية تصعق الخصوم وتكهربهم ، أما التقييم والتقدير الحقيقي ، والوزن النسبي الذي توزن به الشلة ، فهو عبارة عن عدد المرات التي دخلت بها خناقة ( شجار حاد قاسي يستعمل فيه الضرب المبرح ) ، وانتصرت فيها على الخصوم ، وتحتسب لكل شلة مجموعة من النقاط ( تعبر عن عدد الخناقات ) تفتخر فيها أمام الآخرين ، وتؤلف حولها مئات الكتب ، وتنشر أخبارها في الصحف والمجلات.

وينادي العضو أقرانه بلفظة جميلة تطرب الآذان ، وهي الربع ( بفتح الراء لا ضمها ) ، هذه الكلمة السحرية الجذابة هي التي هزت أبدان الكثير من الخصوم ، وزلزلت كيانهم ، فبعد أن يحسبونه فردا لا حول له ولا قوة ، ويتهيئون لقتاله ، إذ يخرج عليهم مناديا : يا ربعي ( يا جماعتي ) فعندئذ يفرون لا يلوون على شيء ، ولا تستمر الخناقة إلى هذا الحد ، إذ يأتي الربع كله ويلحقون الأعداء لعقر دارهم ، ويوسعونهم قتلا وضربا وتشريدا ، لا يتوقفون إلا بعد تدخل الأمم المتحدة لفض النزاع البسيط هذا ، وتجري محاولات صلح بين تلك الشلتين ، وتنتهي بعد عدة آلاف من العزائم لمختلف المطاعم ، أو دفع دية إلى المتضررين.

وتتحد الشلل ( جمع شلة ) والأرباع ( مفرد الربع ) التي تقطن في منطقة واحدة فيما بينها مكونة لفظا جديدا ومدلولا أعمق وهي الحارة ( جميع الشباب الذين يقطنون حيا واحدا ) ، وهي كلمة أعم من كلمة الشلة ، وفي هذه الحارة يبلغ عدد الأعضاء خمسون عضوا من الذين تدربوا تدريبات قاسية على الطريقة الصينية ( الكونغ فو ) أو اليابانية ( الجودو و الكاراتيه ) ، وينتخبون زعيما لهم ، ومجلسا للإدارة ، وتصبح كالدولة الصغيرة لها أحكامها وقوانينها ، وكلما تكبر في السن تصبح أكثر قوة وأكبر مركزا بين باقي الحارات ، وتمضي الأيام على هذا المنوال ، شجارات متتابعة ، وضحايا متوالون ، وكوارث إنسانية شبابية ، وأضرار في العدة العسكرية والعتاد ، ويمتلأ المخفر في نهاية الأسبوع وعطلته بمئات المتخاصمين الذين تحل قضيتهم عن طريق كتابة تعهد ( هدنة بين الحارة والمخفر ) بعدم العودة إلى القتال ، ولكن ما أن يخرجوا من منطقة المخفر ، حتى تشتعل نيران الحرب مرة أخرى ، ولا تتوقف إلا بقدوم الطائرات والمدفعيات ، وزج المتخاصمين في الحبس والسجون.

وغالبا ما تبدأ الخناقة بخزّة ( نظرة قاتلة مستديمة إلى الطرف الأخر تبدأ من الأعلى إلى الأسفل ) يتبعها سيل من الاستجوابات – المستخدمة في فروع المخابرات – من الطرف الآخر ، ثم شتائم موجهة من الطرفين لبعضهما البعض ، وتلعب أجهزة الاتصال دورا حيويا في نشب النزاع ، بينما تلعب المواصلات دورا أعظم ، فبعد الخزّة بدقائق ، ترى جموعا غفيرة من الحارات حول الشخص المخزوز ، وتتتابع قضية الخناقة كما ذكرتها في الفقرة السابقة.

وإذا استمرت الحارة على هذا المنوال فإنها تصبح فيما بعد عصابة منظمة ، تسرق وتخرب وتقتل ، وتنشر الرعب بين الناس ، فمعظم عصابات هذا اليوم منشئها شلة اتحدت مع آخرين ونمت وازدهرت بفضل أسلحتها وقوتها.

ولا تقتصر الشلة على الذكور فحسب ، إذ إنه في الآونة الأخيرة قد ظهرت شلل لفتيات مراهقات ، يستعملن شد الشعر وضرب الكفوف ، والبصق أسلحة لهن ، وتتطور القضية برمي العدوّة على الأرض ووسعها رفسا بالقدم النحيلة ، وتتواجد أيضا شلل من العجائز والطاعنين في السن يستعملون الضرب بالعكاكيز ، وهؤلاء نسبة قليلة لا تكاد تظهر في المجتمع ، وهكذا نرى الشلل المتخاصمة في كل مكان إلا مكان واحد ، ألا وهو فلسطين ، إذ تتواجد شلة إسرائيلية واحدة لا تجرؤ أي حارة أو شلة أو ربع أو عصابة على مواجهتها والتصدي لها !!!


هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

حلو كتييير!!!

الله يعطيك العافية!!

عندي هوشة بكرى!! لا تنسى!!!

تعال بالعكازة...

ــــــــ

موضوع حلو والله برافو عليك
شكلك معاني منها سابقاً....

لأنو يلي بشوفك بفكرك لاعب حديد وتبع هواش عشان هيك بيصلك باليوم 20 مكالمة عن الهواش (جمع هوشة)...

ههه

عراسي صلاح والله ... يا هيك المواضيع يا بلا!

غير معرف يقول...

allaaaaaaaaaaaaaah 3lek ya bo slooooooooooooooo7
mowdo3 shayek gedan
aa5ok el so3'anan MO3AZ ;D